هل سمعت
يوما أن هناك بحراً، شاطئه من زجاج بدل أن يكون رملا؟. نعم اخي القارئ لا تستغرب،
ولقد أصبح مشهورا، ومعلماً سياحيا معروفا في كاليفورنيا، أول صور نشأته كانت في
بداية القرن العشرين، حيث كان مقرا لقمامة سكان مدينة فورت براغ في كاليفورنيا،
وكلما زادت القمامة عن حدها، كانوا يلجأون لحرقها، ولم يكن الشاطئ مكانا للقمامة
فقط بل كانوا يرمون به زجاج السيارات وقطع غيارها، وجميع انواع الاجهزة، وكانت
الارض مملوكة بالكامل لشركة الاتحاد لتجارة الاخشاب.
وبعد
مرور 67 عاما على نفس الوضعية، وبعد تفاقم الوضع لدرجة لم يعد يُحتمل، قامت السلطات
في مدينة فورت براغ، وبألتعاون مع المجلس الخاص للساحل الشمالي، بإغلاق المنطقة
بالكامل العام 1967، لمحاولة رفع القمامة وتنظيف الشاطئ عبر خطة امتدت لسنوات، وقد
قاموا بازالة أكثر المُخلفات عن الشاطئ، مع تجاهل القطع الصغيرة، ومع مرور الزمن
تحولت هذه القطع الصغيرة لنوع من الحلي الملون، كميات هائلة من الزجاج الملون الذي
أصبح يغطي طول الشاطئ. في العام 2002 قامت الادارة المحلية بتسييج قطعة من الارض
تبلغ مساحتها 38 فدان وضمها الى منتزه ماكريشر الوطني، فأصبح مزارا من السياح،
لتمازج الالوان كلوحة مطبوعة على شاطئ.
فكرة
فريدة من نوعها، وجميل جدا الاستفادة من قمامة تراكمت على مدى سنين، بتحويلها الى
قطعة طبيعية، متنوعة ألوانها، وبريقها جذاب للسواح، وهذا التوجه لولاية كاليفورنيا،
هو توجه رائد للاستفادة من كل المعطيات مهما بلغت الصعوبات.